دعوهم يعملون

غريب أمر المتطفلين والانتهازيين الذين لا يستحون ويدعون بأن الفضل يعود إليهم في انجازات المنتخب الوطني الجزائري، وأولائك الذين يعتبرون أنفسهم فال خير على المنتخب، أو يعتبرون هذا الملعب وأذاك فال خير ، أو يقولون بأن سعدان محظوظ ، لأنهم بذلك ينكرون الجهد المبذول والعمل الكبير الذي يقوم به الرجال ويعتبرون العمل المنجز من قبل الصدفة والحظ، وحتى من كانوا يتربصون بالمنتخب لكي يخفق ويظهرون كالعادة في صورة المنقذين، خرجوا ألينا بدروسهم في الوطنية وتحاليلهم في كرة القدم، في محاولة منهم للعودة إلى الواجهة والانتفاع من الصحوة الكروية عندنا. هؤلاء وأولائك سيطلقون سهامهم وسمومهم أو يختفون فجأة في أول تعثر للخضر ويتحول سعدان إلى مدرب فاشل، وروراوة الى رئيس خائب، والاعتماد على المحترفين غلطة، والعودة الى ملعب البليدة خطأ كبير ووو... الكل اليوم بما في ذلك بعض السياسيين والإعلاميين والمدربين واللاعبين القدامى والحاليين يتفنون في التعبير عن وطنيتهم وعشقهم للمنتخب، ويحللون ويتكهنون، ولا يتخلفون في الظهور وإسداء النصائح والتوجيهات، وبعضهم دفعتهم الجرأة دون خجل الى القول بأنهم الأوائل الذين نصحوا روراوة وسعدان باستقدام هذا أو ذاك اللاعب، وباللعب بهذه الكيفية أو تلك، وكل هؤلاء اذا أخفق المنتخب لاقدر الله يتجرؤون ويحملون المسؤولية لروراوة وسعدان واللاعبين ويتبرؤون منهم مثلما فعلوا معهم في أول مرة سنة 2004 ، ومثلما فعلوا مع سعدان سنة 1986. وإذا كان الكثير منا ينسى أو يتناسى ماضيه ، قدراته وحجم خدماته فان الجمهور العريض لحسن الحظ لا ينسى ولا يمكن أن يخطأ التقدير ويدرك جيدا بأن نتائج المنتخب ليست وليدة الصدفة والحظ، ويعلم جيدا بأن المرضى بالأنانية وحب الظهور لا دواء لهم، ويتذكر جيدا بأن نفس الأشخاص الذين يساندون روراوة وسعدان اليوم كانوا ضدهما البارحة ويتربصون بهما اليوم لانتقاد اختياراتهما. ومادام التاريخ محفوظ ، والجمهور موجود، ومساندة المنتخب من حق الجميع ، فلا بأس أن تتكلموا وتقولوا ماشئتم ، لكن ابتعدوا عنهم ودعوهم يعملون في صمت وهدوء من فضلكم لأننا لم نتأهل بعد، وأحوال الكرة عندنا ليست كلها بخير وما يقوم به سعدان و روراوة ليس كله جيد وسليم فلا داعي للمزايدة.