حذاري

ما وقع في بداية هذا الموسم في البرج و الشلف يحدث في كل ملاعبنا، كل أسبوع و سيحدث طيلة الموسم . و قد يحدث حتى في مباراة منتخبنا الوطني و عندها ندرك خطورة الظاهرة . لا أتحدث عن ظاهرة العنف بصيغتها التقليدية المعروفة عندنا، لكنني أشير إلى ظاهرة أخرى أكبر و أ خطر و هي عدم تقبل جماهيرنا للهزيمة فوق ميادينها حتى و لو لعبت أمام الريال، و وصلت جماهير بعض الأندية إلى غاية عدم تقبل الهزيمة خارج الديار ظنا منهم أن فريقهم مثل البرصا لا يجب و لا يمكن أن ينهزم. الأمر عندنا و بيننا مقدور عليه و الرابطة تتحمل مسؤولياتها و تعاقب المتسببين بشدة، لكن مادا يحدث مع الفيفا لو تعثر منتخبنا و تصرف أنصار الخضر بنفس الكيفية، خاصة و أن الظاهرة صارت عامة، و الحماسة و التعصب تحولا إلى عنف و عدوانية، لأن الكل في بداية الموسم يكذب على أنصاره و يعلن بأنه سيلعب من أجل التتويج باللقب والصعود إلى القسم الأعلى في محاولة لاستمالة المناصرين و كسب ودعم و دعمهم و لا أحد يملك الشجاعة ليقول الحقيقة. الثقافة السائدة عندنا اليوم هي ثقافة الفوز بأي طريقة في وقت صار تقبل الهزيمة و العمل من أجل تحقيق الانتصار هي الثقافة السائدة لدى الانجليز الذين ولدت عندهم كرة القدم . الثقافة السائدة عندنا اليوم هي أن الكل يريد أن يفوز فوق ميدانه، و الكل لا يريد أن يهزم حتى خارج ميدانه مهما كانت الضر وف. والخوف أن يحدث ما يحدث في بطولاتنا في مباريات منتخبنا الذي سيفوز و يخسر من دون شك داخل الوطن و خارجه مهما كان مستواه و قدراته و إمكانياته. و سنضطر للتعامل مع كل الظروف بحكمة لأنها قواعد اللعبة. اللهم إذا أعطيتني قوة فلا تأخذ عقلي .. و إذا أعطيتني نجاحا فلا تأخذ تواضعي .. و إذا أعطيتني تواضعا فلا تأخذ اعتزازي بكرامتي .. اللهم لا تصيبني بالغرور إذا نجحت .. ولا تصيبني باليأس إذا فشلت .. قولوا أمين