بعد أن كتبت في المرة السابقة عن اليوم الموالى لمباراة مصر الجزائر وما سيحدث عندنا من نشوة وفرحة واعتزاز , أعود بكم اليوم إلى أل 14 نوفمبر موعد المباراة التي ينتظرها الملايين و يصفونها بمباراة الحرب والحياة أو الموت وبأنها مباراة العزة والشرف , يترقبون أن تسيل الدماء والدموع وتحدث الفتنة في معركة لا نشاهد فيها إلا النار والدخان حسب توقعات الكثير من الأفواه والأقلام التي تجندت في مصر والجزائر وتجاوزت كل الخطوط الحمراء بالإثارة والتجريح والاهانة وقلة الأدب والمساس بمشاعر المشاهدين و القراء ووو ... أفواه وأقلام يا ليتها تجندت بنفس الكيفية في صالح البلدين والشعبين لمواجهة كل الظواهر السلبية , الاجتماعية والأخلاقية وحتى السياسية , ويا ليتها تجندت لمحاربة الفساد والظلم والحقرة والآفات الاجتماعية في كلا البلدين بنفس الحماس ونفس الروح والعزيمة والإصرار . إلى كل هؤلاء نقول بأنه لن يحدث شيئ يوم 14 نوفمبر لا فوق الميدان ولا في المدرجات , ولن يكون الجيش المصري والجزائري في حالة تأهب لدخول الحرب , لأن تجار الكلام ومن يريدونها حربا ونارا لا يمكن أن يكونوا ناطقين رسميين باسم جماهير الكرة في البلدين , وهنا أتعمد الحديث عن جماهير الكرة وليس عن الشعبين ولا عن البلدين , لأنها ستكون مباراة بين رجال فوق ميدان لكرة القدم . يوم 14نوفمبر سيستقبل المنتخب الجزائري وجمهوره أحسن استقبال حتى ولو بدون ورود , ويتنافس اللاعبون بشرف فوق الميدان , ويهتف الأنصار بكل جوارحهم في المدرجات , ويهتز كل بيت جزائري ومصري للقطات والأهداف , ويتأهل المنتخبان إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا ويقصى واحد منهما من التأهل إلى المونديال وتستمر بعدها الحياة في مصر والجزائر بحلوها ومرها . اللاعبون والجماهير في مصر والجزائر ليسوا أغبياء , بل بالعكس إنهم أذكى بكثير من كل الأبواق التي أرادت الاستثمار في المباراة لتوظيفها إعلاميا واجتماعيا وحتى سياسيا لمصالحهم الخاصة, أو لمصلحة جهات تغامر و تبالغ في جعل التأهل إلى المونديال أكبر وأهم من أي انجاز أخر , و ذلك لإخفاء عيوب ومشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة . صحيح أن الموعد الكروي ليوم 14 نوفمبر يحمل أهمية رياضية واجتماعية بالغة لكنه ليس أهم من تحرير القدس وليس أهم من الاعتناء بإيجاد الحلول لمشاكل شبابنا في مصر والجزائر وكم هي كثيرة كالبطالة والهجرة السرية والانحلال الأخلاقي وغيرها. ورغم كل ما يقال ويثار في وسائل الإعلام فإنني متيقن ومتفائل بأنه لن يحدث شيئ يوم 14نوفمبر سوى تأهل مصر أو الجزائر إلى المونديال , ومتفائل أكثر بتأهل منتخبنا الجزائري أمام بطل إفريقيا وأحسن منتخب إفريقي في الوقت الراهن وهو الأجدر بالتأهل إلى المونديال لو لم يبرز هذا الجيل الجزائري الواعد الذي سيحمل المشعل و يكون خير خلف لخير سلف، وعندها نقول لتجار الكلام بأن سلعتكم رخيصة , وسلعة العقلاء في مصر والجزائر ثمينة وغالية ونقول لهم بأن ثقتنا في تأهل منتخبنا كبيرة ولكن تأهل مصر لن يحزننا ولن يقتل فينا حب وطننا والاعتزاز والافتخار بهذا الجيل الذي فعل بنا ما لم يفعله أحد من قبل
.
.