معرفة مرحلة الطفولة ومشاكل الأطفال وحلولها من أهم أهداف التربية وهي بالتأكيد من أهم أهداف الأسرة ،فما يقدمه الأب وألام للطفل سيشكل ما يقارب 70% من شخصيته في المستقبل ،كونه صفحة بيضاء تسطر عليها أفعال المستقبل وسلوك المراحل ألاحقة كما انه يحدد طرق التفكير وردود الأفعال والاستجابة وقد واجه علماء التربية ( الطفل المشاكس و ترويضه ) في حين أوجد الاباء والأمهات حلا لهذا الإشكال بالطرق السريعة والمباشرة متجاوزين كل النظريات التربوية والافتراضات العلمية في التربية والسايكولوجيا بالية قديمة متوارثة هي ( الضرب ) وهي كارثة التربية التي تمارس احيانا بشكل خطير تاركة ورائها كم متراكم من العقد والخوف الذي ينعكس أحيانا بسلوك شاذ فالآباء او الأمهات في هذه الحالة يسيئون فهم متطلبات الطفل وعواطفه الإنسانية فكل الأخطاء التي تظهر في أطفالنا هي في حقيقتها ( أخطاء الاباء المتراكمة )
وقد أظهرت دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن الأطفال الذين يتعرضون للضرب قبل بلوغهم العامين أكثر قابلية للتعرض لمشاكل سلوكية في مراحل متقدمة من أعمارهم.وقال الدكتور اريك الأستاذ المساعد بكلية الصحة العامة بجامعة جون هوبكنز أن الأطفال يتأثرون بهذا النوع من العقاب لأسباب متفاوتة ، واعتمدت الدراسة على الاستطلاع شمل نحو ألفي طفل من أجناس مختلفة من كافة أنحاء الولايات الأمريكية . وكانت الدراسة قد طلبت من الأمهات وصف أي مشاكل سلوكية لاحظتها على أطفالهن وفوجيء الباحثون أن 39% من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات ومشكلات سلوكية قد تعرضوا للضرب قبل بلوغهم العامين من أعمارهم . في حين أثبتت دراسات أخرى أن هناك علاقة كبيرة بين الضرب والمشكلات السلوكية في الأطفال ، غير أن الدراسة الأولى التي تحدد على وجه الضرب قبل بلوغ السنتين من العمر في الأطفال .
يستخدم الضرب مع الطفل المشاكس في بعض الأسر بعد عجزها عن الحلول المناسبة لأنهم يجدون الوسيلة الأسرع لحل الإشكال ذاك لكن الغريب ان هذا ما يحدث ايضا في الأسر التي تملك مؤهلات ثقافية واجتماعية جيدة فالضرب يبدأ كأداة بعد السنة الثانية من عمر الطفل بسبب المشاكسة ، لكن ما لا يفهمه الكثير من الاسر ان المشاكسة ليست طفرة نوعية في سجلاتهم بل ظاهرة بل ظاهرة طبيعية لنتائج التربية غير الموجهة وعدم معرفة تطور الطفل العقلي ، فالمشاكس يملك ادراكا غير الذي يملكه الطفل الهادىء وان نسبة الذكاء تتفاوت بينهما علما ان الارضية صحيحة عند الاثنان وان ادراكهم سليم وصحيح الا ان الطفل المشاكس يتجاوز احيانا مرحلته العمرية بنسب طفيفة ما بين العمرية والعقلية فيبدو ذكيا جدا .
ياتي الضرب كرادع للمشاكسة وهو ما يؤدي الى كبت في الطاقات التي يملكها الطفل في الوقت الذي كان حريا بنا ان نتفهم هذه الطاقة الخلاقة ونعيد توجيهها بشكل سليم لتحويل المشاكسة الى منهج ارتقاء وتعلم وتطوير ومن اهم الطرق التي تطور الطفل هي ( اللعب ) مع المراقبة ،لان اللعب من اهم صيغ التعبير الشخصية والسلوكية في حياة الاطفال فعلى الاسرة تعليم طفلها اللعب ودفعه الى ممارسته بشكل مدروس فاللعب احد اليات التعبير والذي من خلاله يتم ايضا معالجة الاخطاء السلوكية وان استبدال اساليب العقاب من البدني الى المعنوي - الوقتي - عن طريق منع اللعب يشكل احد اهم المرتكزات في علاج المشاكسة لان هذا المنع سيدفع الطفل الى ايجاد حلوللل تعويض عن النقص ولعدم قدرته على ايجاد حلول للتعويض لسد النقص والحصول على فرصة اللعب يجد ان من الأجدر به طاعة والديه للحصول على فرصة للعب مجددا ، فاللعب مفتاح لحل المشاكسة او لولادة المشاكسة لذا كان من الاجد ان يكون خناك مراقبة وتوجيه وحتى اختيار سليم للالعاب لان الالعاب قد ترسم بعض السلوكيات المستقبلية مثلما هو لغة يتعلمها الطفل فهو سلوك يقوم به أيضا ، وعلينا ان نميز ما بين اللعب الالهائي واللعب الفكري والتطويري فالاول يشبع الاحتياج العاطفي والثاني يكمل بناء الشخصية الفكرية وينمي الملكات العقلية ومن الخطأ التعويل على احدهما لانها ستولد ضغطا عاطفيا او فكريا في الاخرى ،فلكل مرحلة عمرية نسبة من الذكاء ومحصلة معرفية وان ممارسة التكثيف وسياسة طي الزمن لتحويل الطفل الى ذكي خارق قد يتحول الى نتائج سلبية هي ( الطفل الذكي المشاكس جدا ) وعليه يكون اللعب احد المخارج البديلة للضرب ولكنه في الوقت نفسه يخلق المشاكسة والأخطاء اذا لم يكن هناك اختيار مناسب ومراقبة وعلاج ....
[b]