عبر الشاب موسى يحيى المكنى "نينا" القاطن بباتنة عن ندمه الشديد عن محاولة الانتحار حرقا راجيا من الله التوبة عليه من هذه العادة الجديدة الآخذة في الانتشار وسط الشباب اليائس، مؤكدا أن الحياة تواجه بالكفاح والصبر وليس بالموت والانسحاب والانتحار المحرم شرعا وعقلا...
مفضلا بعد رحلة العودة من الموت إلى الحياة وتوجيه تشكراته لمكتب الشروق بباتنة الذي أنقذه من الموت المحقق لحظات بعد رش البنزين على جسده موجها رسالته للشبان اليائسين بأن الحياة تجابه بالحياة لا الموت، والرزق قدر على الإنسان، فلن يموت دون أن يناله كاملا غير منقوص مصداقا لقوله تعالى "وهو الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر"، وكان الشاب موسى يحي 40 سنة وأب لخمسة أطفال مر بظروف عصيبة وضغوط اجتماعية خانقة أفقدته الإحساس بطعم الحياة بسبب البطالة الخانقة، فقد اشتغل عاملا بمصنع النسيج ثم نادلا في مقهى، وفي إطار الشبكة الاجتماعية لكن حادثة طرده من العمل كحارس مدرسة بسبب انخراطه في حملة انتخابية لأحد الأحزاب رغم تلقيه ضمانات بتبرير الغياب، لكنه فوجئ أن النواب الذين وعدوه بالتدخل تركوه يجابه شبح البطالة دون الاستفسار عن مصيره، وهي الحادثة التي حزت في نفسه كثيرا وتعقد وضعه الاجتماعي بعد طلاقه سنة 2009 ما دفعه للتسكع والتشرد لعدم ملكيته لمسكن حيث يشير (اضطررت للمبيت في الشارع وتحديدا في حديقة الحرية مدة أربعة أشهر كاملة لكن الله سخر لي تدخل المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية وسمحت لي المبيت في مقرها بحي742 مسكنا)، وخلال الشهر الماضي وبسبب معاناته من مرض الربو وعجزه عن تحقيق ذلك رغم طرقه لعدة أبواب دون أن يلقى ردا عاجلا في وقت تعقدت فيه ظروفه المعيشية الصعبة فقد معها الرغبة والاستمرار في الحياة ليقرر يوم 26 جانفي 2011 بيع هاتفه النقال، ليقتني قارورة بنزين عاقدا العزم على إنهاء حياته ليقول "صبيحة ذلك اليوم فقدت السيطرة على نفسي وتوجهت إلى مكتب الشروق بباتنة ومعي قارورة بنزين وقد اخترت الانتحار حرقا بقرار لا رجعة فيه في مقبرة بوزوران بين قبر والدتي وابنتي التي فقدتها منذ سنوات بسبب معاناتها من البرد القارص، حيث لم أكن قادرا على اقتناء مدفأة ولم أكن أملك مبلغ 6 ملايين سنتيم لأوصل الغاز إلى المنزل لكن منعي من الخروج من مكتب الشروق ثم انتزاع قنينة البنزين والولاعة مني بعد شروعي في رش جسدي بالبنزين أنقذني من ورطة اكتشفت حماقتها الآن، فأنا بحمد الله عدت لأعيش لنفسي ولأولادي لذلك فإنه على المنتحرين حرقا أن يفكروا في عائلاتهم قبل كل شيء".