أودع وكيل الجمهورية بمحكمة البليدة، مساء أول أمس، 9 أشخاص الحبس الاحتياطي ووضع خمسة آخرين تحت الرقابة القضائية، يشكلون شبكة مختصة في تزوير الوثائق الإدارية ومستفيدين من التزوير، في انتظار استكمال التحقيق القضائي حول جميع المستفيدين من قضية تزوير رخص السياقة الموجهة خصوصا للراغبين في سياقة الوزن الثقيل وحافلات نقل المسافرين من فئة طالبي قروض تشغيل الشباب.
تفاصيل التحريات حول ذات القضية تعود إلى بحر الأسبوع الماضي، حيث تمكنت فرقة البحث والتحري لأمن دائرة أولاد يعيش ولاية البليدة، من كشف خيوط شبكة متكونة من14شخصا تنشط على مستوى مدينة البليدة والعاصمة، مختصة في التزوير واستعمال المزوّر (الوثائق الإدارية) في استخراج رخص السياقة الجديدة والتأشير لباقي الأصناف الخاصة، من أجل سياقة الوزن الثقيل ونقل المسافرين دون المرور عبر امتحان إثبات التأهيل لدى مدارس السياقة المعتمدة.
وقد استغلت شبكة تزوير رخص السياقة، المكونة من 4 أشخاص رئيسيين، 2 من البليدة "ر. م" المدعو "سونشو" وجزار صاحب محل مدعو "ق. م"، و2 من العاصمة "م. ح" من القبة يشتغل عون حراسة بمستشفى القبة، و"ب. ي" من بلكور، استغلت الشباب الراغب في الحصول على قروض تشغيل الشباب التي تمنحها "أونساج" الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، و"كناك" الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، وكذلك الشباب المشتغل في قطاع النقل خاصة القابضين الراغبين في سياقة حافلات نقل المسافرين، حيث أن إيداع ملف الحصول على قرض يشترط من بين الوثائق الأساسية رخصة السياقة للوزن الثقيل للحصول على شاحنة أو نقل المسافرين للحصول على حافلة.
وبالإضافة إلى وضع أختام مزوّرة للوزن الثقيل أو نقل المسافرين على رخص سياقة أصلية، تمنح شبكة التزوير رخصا للسياقة للوزن الخفيف ببطاقة رخصة سياقة مزوّرة بلون أحمر مشابه وختم مطبوع عن طريق جهاز المسح الضوئي "سكانير"، وهي الرخص التي توجه لفائدة الراغبين في كراء السيارات السياحية.
وأفادت مصادر موثوقة لـ"الشروق" بأن المعلومة الأولية التي تلقتها فرقة البحث والتحري لأولاد يعيش مفادها أن شخصا يشتغل قابض حافلة بالبليدة يستلم الملفات ويزعم أنه على صلة بمهندس مناجم يسهل له عملية ختم رخص السياقة للوزن الثقيل واستخراج رخص الوزن الخفيف.
وتدعمت فرقة أولاد يعيش بفرقة البحث والتحري للأمن المركزي للبليدة في عملية إيقاف الوسيط المقيم بالقبة بالعاصمة، واسترجاع معدات الإعلام الآلي، من منزل المزوّر الرئيسي المقيم ببلكور (بطال) حيث حجزت مجموعة من الأدوات التي كانت تستعمل في عملية التزوير منها حاسوبان اثنان وطابعة وجهاز المسح الضوئي (سكانير)، وناسخ الأقراص المضغوطة، وأوراق بطاقة رخص السياقة مزوّرة، وما يقارب20 رخصة سياقة سارية المفعول، وحوالي 10رخص سياقة مزوّرة والبقية أصلية وموضوع عليها أختام مزوّرة، وفيما اعترف المتهم الرئيسي بتزوير أزيد من 50 رخصة سياقة يمتلك ملفاتها، قال مصدر أمني إنه لا يستبعد أن تكون الرخص المزوّرة تزيد عن المئات.