أتناول اليوم صفة مذمومة ألا وهي الغرور وقانا الله وإياكم إياها....
الغرور هو تضخم للذات بأن يرى الشخص بأنه هو الأعلم وهو الأجمل وهو دوما على صواب والبقية مجرد جهلة لا يفقهون من أمور حياتهم شيئا.
الغرور
بداية النهاية كما اتفق أغلب الكتاب والنقاد والمفكرون .. فبمجرد أن يتسرب
الغرور إلى نفس الشخص يبدأ في إحداث أخطاء أكثر من المعدل الطبيعي ويبدأ
في فقدان ما اكتسبه من مكانة لدى الناس .. لاعبو كرة القدم مثلا هم أشهر
من نسمع أنهم يصابون بالغرور وكثيرا ما نسمع أن اللاعب الفلاني أصبح
مغروراً، فعلى أي أساس تم بناء هذا الحكم؟؟
الشخص
المغرور هو من يعتقد بأن الجميع يدورون بحلقة كاملة هو محورها الجميع
يبحثون عن رضاه ولا يستغنون عنه هو الأساس وهم التابعون له لو غاب عنهم
فسيتيهون ويفقدون سبل النجاح الشهرة،هذه إحدى أشكال الغرور منها أيضا
الغرور العاطفي.
فالمغرور
عاطفيا يعتقد بأنه من نظرة يستطيع أسر قلوب الفتيات مثلا ..وأنه بمجرد أن
يتعطف على إحداهن ويسمح لها بالمرور بجواره قد ملك قلبها رغم أنها قد تكون
مارة من هذا الطريق مشمئزة من كون هذا المخلوق واقفا به، الغرور لو دخل في
الحياة الأسرية تكون نهايتها قد أزفت.
فالزوج
يعتقد بأنه زوجته أقل منه ثقافة وعلما فلا يمكن أن يناقشها أو يحاورها أو
يأخذ برأيها فهي أجهل من أن تستشار فيسقط نتيجة لجهله في أخطا ومواقف كان
من الممكن تلافيها لو استشار زوجته وأرشدته بحكمتها التي ربما تفوقه بها.
والزوجة
ترى بأنها أجمل نساء الكون وأن زوجها لن يرى من هي أجمل منها فلا داعي لأن
ترهق نفسها بالتجمل له حتى يمل الزوج من منظرها ورائحة المطبخ والبصل
والثوم ويبحث عن زوجة أخرى إن لم يطلقها ليفارق هذه المعاناة الدائمة.
أما
الكبرياء فهو أمر مغاير تماما .. فالكبرياء هو اعتزاز الشخص بكرامته وعدم
ارتضائه المهانة من أي شخص .. قد يكون الكبرياء مبالغ به وحينها نصل إلى
إحدى مراحل الغرور ولكن الكبرياء صفة جميلة نسعد بان نتحلى بها كحالنا مع
الثقة بالنفس
وان كانت المبالغة دوما أمر مرفوض الاعتدال مطلوب دائما وخير الأمور الوسط
إذا
فالغرور هو نتيجة المبالغة في الكبرياء أو المبالغة في الثقة في النفس
وليس أمرا منفصلا بحد ذاته ولكن تطورا لهذا النمو الغير منضم لهاتين
الصفتين الحميدتين .. وكي أوضح الفرق الذي اعنيه بين الغرور والثقة بالنفس
كونهما الأقرب لبعضهما البعض والأكثر اختلاطا على البعض
لو
أن احد الشبان كان يسير ووجد أمامه منحدرا صخريا .. وأمعن النظر به ووجد
أنه يستطيع تجاوزه كونه شخص رياضي ومعتاد على القفز لمسافات بعيدة نوعا ما
وقياسا على قدراته وجد انه واثق من كونه مؤهل لتخطي هذا العائق بعد توفيق
الله وقفز ونجح في ذلك .. حينها نقول بأن هذا الشخص كان واثقا من قدراته،
وبعد ذلك أتى شخص آخر عند نفس المنحدر ولكن هذا الشخص لم يمارس الرياضة
منذ سنين عدة ورأى صديقنا السابق قد تمكن من القفز فأخذته العزة بالنفس
وكابر وقال بما أن فلان فعلها فانا أفضل منه وأنا أذكى وأقوى وأجمل وجميع
الصفات لدي مركزة عنه وسأتمكن من القفز وقفز فعلا وتمكن من القفز بنجاح ..
ولكن لم يتمكن من الوصول للطرف الآخر بل اكتفى بقعر المنحدر محطا أخيرا له .. حينها نقول انه أصيب بالغرور وتوقع بأنه قادر على مجارات ذاك الشخص.
وهذه هي النهاية الحتمية لمن يصاب بالغرور، السقوط الشنيع دوما.
فيا إخواني احذروا الغرور بكل اشكاله... والسؤال الآن هل قابلت شخصا مغرورا؟؟؟؟؟ ولو قابلته فبماذا تنصحه؟؟؟